لو سألتني عن أكبر سبب قد يدفع صاحب شركة للامتناع عن الذهاب إلى شركته بسبب حالته النفسية لقلت دون تردد: وجود قريب أو صاحب له في الشركة وثبوت عدم كفاءته أو عدم التزامه أو تسببه في خسارات مع عدم قدرة صاحب الشركة على مواجهته أو إقالته، ولهذا يبدأ الأخير في تجنبه والتأخر والتردد في الذهاب إلى الشركة في الأساس.

ما أريد قوله هو:

إذا كنت تدير البزنس الخاص بك طلبا للربح فلا تجامل صديقًا أو قريبًا على حساب البزنس: لا تشارك صديقًا أو قريبًا في محاولة لمساعدته أو صلة للرحم أو حبا فيه دون أن يكون متخصصا وقادرا على تحمل مسؤولية ما يُعهد إليه به، لا توظّف صديقًا أو قريبًا لمساعدته أو صلة للرحم أو حبا فيه دون أن يكون ملتزمًا وقادرا على أداء العمل كغيره من الزملاء.

لماذا؟

لأن هذا سيؤثر سلبًا على ثلاثة جهات: على الشركة، وعليك، وعليه هو..

التأثير على الشركة:

عندما يلاحظ الناس قلة التزامه (بالتأخر في الحضور أو عدم الالتزام بتعليمات الشركة أو عدم الاهتمام بتعليمات مديره المباشر الخ) مع عدم حصوله على عقاب مناسب فسوف تبدأ الروح المعنوية في الهبوط لشعورهم بالظلم، فهم يوبَّخون ويعاقَبون بينما صاحب/قريب المدير آمن من كل ذلك، وأصبحت الشركة تكيل بمكيالين..

وعندما تظهر قلة كفاءته مع قبضه لراتب يناسب كفاءة من هو أعلى منه فسوف تنتشر سمعة سيئة عنك كمدير يحابي معارفه على حساب الشركة، وتنتشر السمعة أكثر بدافع الشعور بالظلم عندما تُرفض علاوة أحد الزملاء ممن يستحقون.

وفي بعض الأحيان تتكون ثلة من المنتفعين حول هذا الصاحب/القريب فيطبلون له ويشجعونه ويزيدون من تأثيره السيء على الشركة.

مع الوقت يفقد الناس الثقة في عدلك وحكمتك وتقديرك لهم، وتكون أكبر علامتين على ذلك: استقالة بعض الجيدين من الشركة وتدهور مستوى الأداء لدى البعض الآخر.

التأثير عليك:

مع إدراكك للمشاكل التي يتسبب فيها القريب/الصاحب (سواء بالملاحظة أو بتعرفك عليها عن طريق مدير أو موظف) تظهر المشكلة غير المتوقعة: لا يمكنك مواجهته، لا يمكنك أن تقول له “أنت سيء في العمل” أو “أنت غير منضبط” كما تقولها لغيره من منسوبي الشركة، ولو تمكنت من قولها بطريقة مغلفة ثم تكررت مشاكله فلن تتمكن من إعادتها على مسامعه، وإذا تمكنت من ذلك فلن تتمكن من إقالته.

النتيجة؟ ستكره الذهاب إلى العمل، وستحاول تجنبه، وستطلب ممن يبلغونك بمشاكله أن يتوقفوا عن إبلاغك، ما يعني تفاقم المشكلة. أو ستحاول إعادة توظيفه في مكان آخر في الشركة على أمل أن يكون ذلك مناسبا له أكثر، لكنك ستعرف أن هذا غير صحيح.

التأثير عليه:

كلما طال الوقت به على الحال التي نصِفُها أصبح نجاحه في العمل في أي شركة أخرى مستقبلا أصعب، فقد اعتاد عدم الالتزام ولم يعرف مستواه الحقيقي في أداء وظيفه، وهذا يقلل حظوظه في السوق بشكل كبير، بدلا من أن تكون فترة عمله معك فترة تطوير لمهاراته المتنوعة كانت فترة ترفيه بدون تحمل مسؤولية.

الحل؟

الحل الأول: إذا كان هناك نظام قوي في الشركة وكان صديقك/قريبك مدركا لكونه سيعمل في الشركة ويخضع لهذا النظام فأوكل أمره من اليوم الأول إلى إدارة الأفراد ليمر بالنظام من أول يوم (من قبل التعيين)، ووضح لهم أنك تريد أن تكون معاملته كغيره، وتابع أداءه بشكل خاص لتتأكد من عدم وجود مخالفات أو شكاوى بخصوصه. طبعا إذا تبين أنه غير مناسب بعد فترة فسيتم التعامل معه حسب النظام دون أي تدخل منك.. عيب هذا الحل أنه يتطلب أن يكون الشخص عاقلا يمكنه فصل علاقة الصداقة/القرابة عن علاقة العمل، وإلا خسرتما بعضكما البعض.

الحل الثاني والجذري هو: ساعده بشكل مباشر دون أن يكون ذلك على حساب الشركة، اطلب منه بعض المهام التي يمكنه عملها في مكانه دون الذهاب إلى الشركة ودون أن يكون له راتب مسجل فيها، افتح له جمعية خيرية غير هادفة للربح واجعله يعمل فيها، ادفع تكاليف الدورات التدريبية التي يحتاجها ليكون مؤهلا لسوق العمل، أعطه ما تريد مساعدته به بشكل مباشر دون مبررات حتى، المهم ألا تجامل أحدا على حساب شركتك إذا كان هدفك من شركتك الربحية.

المصدر khederwbusiness

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جميع الحقوق محفوظة لموقع كيفاش 2024